بسم الله الرحمن الرحيم
غذاء الروح!!
منذ ما يربو على ألف و أربع مئة سنة و قبل بعثة المصطفى صلى لله عليه وسلم كانت الجزيرة العربية تغرق في دياجير الظلام ، وكانت تتململ في وحل الجهل و تأكل بعضها بعضا وهي لا تدري أن الله قد كتب لها عزا و مجدا وسيادة و رقي و تقدم ، وادخر لها دينا سمحا و كتابا لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ، كان ذلك الدين هو الإسلام وكان ذلك الكتاب هو القرآن الكريم ، ومن جملة الأمور لتي هيئها الله للإسلام لكي يكون دين ريادة و سيادة أن أرشد نبيه و أفراد أمته إلى مفتاح عظيم به تسود الأمم و به يسمو الفرد فكان ذلك المفتاح هو " القراءة "، وكانت أول كلمات الوحي هي قوله تعالى : " أقرأ " ، فلنتأمل في هذه الكلمة و في معانيها و أثارها و مرادها فسوف نجدها إرثا جميلا و بوابه عملاقة إلى كنوز متنوعة ، فبدون تعلم القراءة كيف نقرأ القرآن ؟، وكيف نقيم شعائر ديننا الحنيف ؟، وبدون قراءة القرآن كيف نستجيب لأوامر المولى عز وجل ؟، وبدون القراءة كيف ترقى الأمة وكيف تسود؟، وكيف تتقدم ؟، و كيف تتطور؟ … فلولا عظمة القراءة و أهميتها ما افتتحت الرسالة المحمدية بها .
وشيئا فشيئا انتشر الإسلام و ظهر الرسول الكريم على أعدائه و استقرت له الأمور كلها بفضل الله ؛ فتقدمت الأمة المحمدية على سائر الأمم، و فاحت الجزيرة العربية عبقا محمديا بوحي رباني ، و امتلأ الكون كله ضياء و نورا، و أصبح العلم شامة جميلة على خد الأمة، فكان ذلك الزمان زمن القراءة ، وهو الشاهد على تقدم أتباع الرسالة المحمدية وهيمنتها على عرشي كسرى و قيصر . لذلك وجب علينا عدم الغفلة عن هذا الأمر العظيم فالأمم تسبقنا اليوم و نحن نتحرك بخطا متعثرة و لن نتقدم إلا بتوفيق الله ثم العودة إلى الدين الصادق و إعداد العدة و الأخذ بأسباب النجاح ، يقول شاعرنا:
أروني أمة بلغت منها بغير العلم أو حد اليماني
والعلم مفتاحه و بوابته الذهبية " القراءة "، يقول المصطفى صلى الله عليه و سلم : " يقال لصاحب القرآن يوم القيامة : "أقرأ و ارتق و رتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها ". فتأملوا كيف أن القراءة ترفع من شأن صاحبها في الآخرة فكيف بها في الدنيا؟ ، و مما يزيد القراءة شرفا بعد كونها أول كلمات الوحي هو أن الله سبحانه و تعالى أقسم بأدوات الكتابة و القراءة فقال تعالى : {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ }القلم1، و الله لا يقسم بشيء إلا رفعة له و زيادة في شرفه و دلالة على أهميته و عظم فائدته ، قال تعالى : { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ }الزمر9 ، ولا يكون علم دون قراءة ، ويقول تعالى: { وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ }آل عمران79 ، فلا ينبغي لبشر أن يؤتيه الله كل هذا الفضل و لا يكون له في العلم نصيب وافر.
أما إذا تأملنا القارئ لوجدناه مختلفا عن غيره فهو مهذب في ذاته ، جميل في منطقه ، يأنس به جليسه ، و لك أن تجرب و تجري اختبارا بسيطا على ذاتك، فبعد قراءتك لسورة من القرآن ، بماذا بشعر؟، وكذلك بعد قراءتك كتابا هادفا، كيف تجد نفسك؟، وبعد تذوقك لقصيدة جميلة، كيف تجد مشاعرك؟، وخلال قراءتك لسيرة حبيبك عليه السلام، كيف تجد إيمانك؟، وبعد قراءتك لقصة مثيرة ،كيف تجد وجدانك؟، و بعد قراءتك لحكمة منيرة، كيف تجد تجربتك في الحياة؟، و بعد قراءتك لحضارة بائدة، كيف تجد تصورك؟، و بعد قراءتك عن تقدم علمي، كيف تجد قصور فكرك؟ … و لك أن تجرب، و لك أن تحكم ثم بعد ذلك كله هل القراءة بكل هذه العظمة و الأهمية أم لا؟؟؟.
المصدر:alwrag.maktoobblog.com/472958/
وفى هذه المدونة سوف احاول ان اضع امام المواطن العربى خالصة تجربتى فى الاستفادة من الانترنت فى نشر الثقافة العربية ففى كل يوم سوف اضع كل ما هو جديد فى مختلف المجالات وارجوا من الله التوفيق و الرضا عن عملى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق